نحن الشعب العراقي.
لدينا الكثير من الاسماء الملتصقة بنا , ويدعي البعض انها تمثل صفاتنا. مثل الشعب العراقي العظيم , الشعب الخائن الذي باع وطنه للمحتل, الشعب المقاوم لفلول الصليبين , الشعب الخاضع لما يحصل له , شعب الصحوات التي هزمت فلان وعلان , شعب الصلاة والصوم , شعب السكر والخمر والفسوق, الشعب , الشعب , الشعب.
وبالحقيقة ان كل تلك الاسماء لا تنطبق عليه لا جملة ولا تفصيل. وانا متاكد من الكثير ممن سيقراء هذا المقال سيختلف عني بالجملة والتفصيل. ولا اكلف نفسي عناء الشرح الا بعبارة واحدة , كل يرى الناس بعين طبعه.
على كل حال , كل ما اكتبه الان هو ما احسست به ورايته خلال احداث هذا اليوم.
صباحا: تفجيرات دامية مجرمة تهز العاصمة الحبيبة بغداد وعدة محافظات اخرى, حيث وصل الرقم الى اكثر 19 تفجيرا , وما يقرب على 500 قتيل وجريح. موقف مؤلم جدا وتبدا بالخوف على احبائك واصدقائك.
ظهرا: ابدا بالاستماع لتصريحات الداخلية الموقرة ونوابنا الاعزاء وعلى راسهم رئيس مجلسهم المحترم. وتبدا النقاشات بيننا نحو من المذنب ومن الخائن ومن القاتل ولماذا والى اين , وهلم جرة.
عصرا: الناس تنشر على صفحات الفيسبوك مقالاتهم الاعتيادية من انتقاد وشعر وهجاء ومديح ومحبة ونكات, والتعليقات مستمرة على تلك المواضيع. لكن اكثر ما لفت انتباهي ان احد الاصدقاء الاعزاء لا زال يمتلك روح الامل والتفائل وسط هذه الماسي والجراحات ويريد ان يحتفل بعيد ميلاده الذي بدا باستقبال التهاني والتبركيات من خلال صفحة الفيسبوك ومن خلال احتفالية صغيرة اقامها في شقته البسيطة مع اصدقاء له, وغدا سوف يحتفل بطريقتهه الخاصة بحضور مجموعة اخرى من الاصدقاء في شارع المتنبي.
المغرب: تبدا الفضائيات العراقية والعربية بحياكة نظرية المؤامرة على ما حصل في العراق من ماساة وجراحات لن تندمل.
الليل: تجلس احدى العوائل على العشاء والتفاز يذيع خبر التفجيرات المؤلم , فتجيب الام , هاي شنو؟ اليوم صايرة مصيبة ابغداد , يا ساتر يا ربي , انطوني خبز ودنوا عليه ماعون الكبة!!!!!!!
منتصف الليل: تجلس معظم العوائل تشاهد المسلسل , سواء كان تركي او سوري, ام من المريخ. المهم مسلسل.
فجر اليوم الثاني: لا زالت عيناي مفتوحة , وعقلي المثقل يريد مني ان اكتب اي شيء, مجرد كلمات تترتب على شكل صفحة واحدة وتنشر على اي مدونة.
قد تكون كتابتي هذه المرة غير مفهومة او غير مترابطة ولكنها بالنهاية استعراض بسيط جدا لما يمر به البعض من ابناء هذا الشعب خلال يوم واحد. فنحن بنهاية المطاف شعب يندمج مع ما يحصل معه , ويعيش يومه بكل بساطة.
شكرا لكل من يقرا هذه الشقشقة.
طيف
البصرة
فجر الجمعة 24/2/2012
